الضعف الجنسي, مشكلة تؤرق الرجال والنساء بعد أن أصبحت ظاهرة في العالم العربي, بل انتشرت كالنار في الهشيم, حسب تعبير الخبراء, ولم تعد قاصرة على كبار السن فقط, بل أصبح الشباب والمقبلون على الزواج يعانون منه أيضا.
حول أسباب الضعف الجنسي وطرق علاجه كان ل¯ "السياسة" هذا التحقيق مع أربعة من المهتمين بهذا المرض, طبيب أمراض تناسلية, طبيب نفسي, عطار, ومعالج بالقرآن.
يقول الدكتور عبد الرؤوف محمد المحسن, أستاذ الأمراض التناسلية والذكورة والعقم بجامعة الأزهر: يجب أولا أن نفرق بين العجز الجنسي "العنة", ويعني عدم القدرة على الانتصاب, والضعف الجنسي الذي يعني قلة عدد المرات التي يستطيع فيها الشخص أداء جماع كامل, أو يمارس الجماع كل فترة تتراوح بين أيام وأشهر, وقد انتشر الضعف الجنسي في الفترة الأخيرة بشكل كبير بين الشباب, لأسباب كثيرة ومتنوعة.ومن أهمها تلف أو ضعف الأوعية الدموية, وإصابة الأعصاب في القضيب بالتلف, والعلاج ببعض الأدوية وخاصة المهدئات والمسكنات, كأدوية الضغط, وقرحة المعدة, والهرمونات الأنثوية, والاكتئاب, والاضطرابات النفسية, ما يسبب خللا في وظائف الأعصاب وبالتالي تسبب ضعفا, وعدم قدرة على الانتصاب, كما يؤدي الهزال والتغذية السيئة والاعياء والفشل الكلوي والكبدي إلى الضعف الجنسي.
إصابة الشرايين
ومن الأسباب أيضا عدم قدرة الشرايين المغذية للقضيب على التمدد, أو ما يسمى بالخلل الشرياني, أو إصابتها بالانسداد, فتسبب تصلبا وتليفا لشرايين القضيب نفسه وقد تتلفه, وهذا التليف تساعد عليه الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكر, وضغط الدم, وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم, والتدخين, مشيرا إلى أن الإصابة بالخلل أو التسريب الوريدي, من بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالضعف الجنسي, فإذا لم تغلق تلك الأوردة جيداً, فسوف يتسرب الدم خارج القضيب فتقل صلابته ويفشل الانتصاب.
وحول باقي الأسباب يشير إلى وجود أوردة كبيرة بالقضيب كعيب خلقي, تحمل الدم من الجسم الكهفي مباشرة إلى خارج القضيب فتمنع الانتصاب, أو ترهل الغشاء المحيط بالجسم الكهفي, فلا تغلق الأوردة فيحدث التسرب, أو ضعف عضلات التجاويف الدموية وعدم قدرتها على التمدد الكافي لغلق الأوردة ومنع التسرب, أو وجود خلل في الرسالة العصبية التي تأمر الأوردة بالتمدد والغلق, أو وجود ناسور داخل القضيب, يساعد على تسرب الدم من داخل التجاويف الدموية. كذلك للغدد الصماء دورها في الإصابة , وخاصة الاضطرابات في هذه الغدد خاصة الدرقية, والغدة النخامية التي تعد مايسترو جسم الإنسان , فزيادة إفراز هرمون تلك الغدة والمسمى الهرمون اللبني يؤدي إلى فقدان الرغبة الجنسية, وبالتالي إلى الضعف الجنسي, ويمكن أن يحدث هذا المرض نتيجة التعرض لإصابات العمود الفقري, أو إصابة القضيب نفسه, و التعرض للملوثات البيئية والتدخين وعدم ممارسة الرياضة, والطعام غير الصحي, وارتفاع الضغط وتعاطي المخدرات, مثل الهيرويين والامفيتامين والترامادول, فكل ذلك يؤدي إلى عدم القدرة على الانتصاب.
طرق العلاج
وعن طرق العلاج يقول: تتحدد طرق العلاج حسب كل حالة, من حيث الأسباب والسن, فإذا كان السبب عضويا مثل نقص هرمون التستروستيرون, يكون العلاج ببدائل الهرمون والمنشطات والفيتامينات, أما إذا كان بسبب مرض السكر والضغط وغيره, فلابد من علاجه أولا بالأدوية, وتغيير عادات الغذاء, والإقلاع عن التدخين, وممارسة الرياضة, واستخدام حمية غذائية مناسبة.والأفضل تقسيم العلاج إلى مراحل: الأولى تخص علاج الحالات المتوسطة وتعالج بالأدوية والمنشطات والهرمونات والفيتامينات, أما الحالات المتقدمة فتعالج بحقن القضيب, واستخدام أجهزة السحب التي تعطى المريض قوة انتصاب لمدة نصف ساعة من دون علاج أو جراحة, ويأتي بعد ذلك العلاج الجراحي كمرحلة أخيرة للحالات الأكثر تقدما التي لا تستجيب لأي من النوعين السابقين, أو في حالة التسريب الكبير في الأوردة أو بعض الحالات النفسية المزمنة, عن طريق زرع مادة داخل النسيج الأسفنجي للقضيب, تضمن الحفاظ عليه وعدم تدميره, وبهذه العملية يشعر المريض بالإحساس الطبيعي, ويحصل على انتصاب كامل كأي شخص طبيعي, أو زرع جهاز تعويضي لبعض الحالات, مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الفحص الدوري لدى الطبيب قبل الإقدام على أي علاج أو جراحة.
الاضطراب النفسي
يقول الدكتور أحمد موسى علي, أخصائي الطب النفسي, الاضطراب النفسي والعاطفي في قضية الضعف الجنسي يمثل ما يقرب من 85 في المئة من الأسباب التي تؤدي إليه, فالعواطف تلعب دورا مهما في هذه القضية خاصة أن انخفاض نسبة التستوستيرون في الدم عند الرجال يؤدي إلى شعورهم بالإعياء والكآبة والتوتر وقلة النوم, والتوتر النفسي يؤدي إلى زيادة نسبة البرولاكتين في الدم, وبالتالي يؤدي إلى الضعف الجنسي. وتعود الأسباب النفسية للضعف الجنسي لدى الرجال إلى عوامل عدة منها التوتر النفسي, وعدم تقبل الطرف الآخر, أو الخوف من الفشل في ليلة الدخلة, أو لاعتقاده أنه مربوط, أو عدم الرغبة في الممارسة الجنسية, أو أداء العملية الجنسية بصورة آلية, كأداء واجب, أو بغرض الإنجاب فقط, وكذلك بسبب القلق العام مثل ما يحدث حاليا من عدم استقرار في البلاد, وعدم الاطمئنان على مستقبل البلد وبالتالي على مستقبل أولاده, ما يؤثر بدوره على الحالة العامة للإنسان بسبب قلقه على عمله أو بيته أو أولاده, فينعكس سلبا على الأداء الجنسي له, ويصاب بحالة ضعف جنسي موقت, كذلك يمكن أن يصاب الرجل بالضعف الجنسي إذا عانى من الهموم مثل عدم قدرته على سداد ديونه, أو زواج ابنته, أو عدم قدرته على علاج أحد أفراد أسرته, أو وجود مشاكل مع رئيسه أو زملائه في العمل.
وحول تفضيل بعض الرجال استخدام الأعشاب بدلا من اللجوء إلى الأطباء, يقول: قد يكون ذلك التصرف بسبب الخوف أو الخجل, أو بسبب الحالة المادية, ولكن في كل الحالات فإن الأعشاب لا تكفي للعلاج, ما لم يتم بأساليب علاجية أخرى, مثل الأدوية أو الجراحات, أو العلاج النفسي, والاسترخاء, أو العلاج بالوخز بالإبر الصينية, أو الطرق العلاجية المستحدثة, مشيرا إلى أهمية أن يبدأ العلاج من داخل البيت عن طريق الزوجة التي يجب أن تتفهم حالة زوجها وتساعده على تجاوزها من خلال بثها العاطفة والتشجيع والهدوء والطمأنينة في نفسه, والتدليك بالأعشاب أو المراهم, وعدم الضغط عليه ماديا ونفسيا وعصبيا.
العلاج بالأعشاب
ويقول أبو خالد صاحب أحد محلات العطارة: الضعف الجنسي لدى الرجال لا يرتبط بسن معينة, فكثير من الشباب المتزوج حديثا يأتي للحصول على أعشاب تقويه جنسيا رغم أنه حديث العهد بالزواج, واعتقد أن هؤلاء ينقسمون إلى قسمين: الأول هو من أسرف قبل الزواج في العادة السرية, وبالتالي فهو لابد من أن يعانى من الضعف, أما الصنف الثاني فاعتقد أنه يعاني من الضعف بسبب تلوث وضغوط الحياة, بخلاف الطعام غير الصحي, وتلوثه بالمبيدات. وهناك صنف آخرر قليل العدد يطلب أعشابا تزيد فترة الانتصاب لديه, وهؤلاء اطلب منهم عدم الإفراط في هذه الأعشاب, وعدم تعاطي أدوية تزيد من فترة الانتصاب, أو ليكون قادرا على أداء العلاقة الجنسية أكثر من مرة, ما يسبب له إجهادا شديدا يؤثر عليه في المستقبل.
أما كبار السن الذين يأتون للحصول على وصفات أو أعشاب تعيد إليهم حيويتهم, فإنني أنصحهم بعدم الإفراط, لأنها قد تضر بصحتهم, خاصة إذا كانوا من أصحاب الأمراض المزمنة, مثل السكر والضغط والقلب وغيرها, ويجب أن يصف لهم الطبيب أدوية أو أعشابا تناسب صحتهم وأعمارهم.
وعن الأعشاب المفيدة في علاج الضعف الجنسي والقدرة على الانتصاب, يقول: كثير من الأعشاب والخضروات والفاكهة لها القدرة على علاج تلك الحالات مثل: المسك, الجينسنغ, غذاء ملكات النحل, الثوم, البصل, القمح, الموز, الزنجبيل, حبة البركة, التمر, الحلبة, الحمص, التوت, الصنوبر, البقدونس, الشبت, البصل, الجزر, الكرفس, لبن لناقة, اليقطين, آذريون الحدائق, الجوز, جوز الطيب, زيت الزعفران, عرق الحلاوة, التفاح, الكاكاو. ونظرا لتعدد هذه الأعشاب والأغذية المفيدة في هذا المجال , ننصح دائما بأن يتابع كل شخص حالته الجنسية عند تناول الأطعمة, فهناك من يأكل نوعا معينا من الطعام مثل الفول بالبيض والبصل, ويجد في نفسه رغبة جنسية, وهناك من يتناول العدس بشوربة الدجاج, أو الكوارع, ومنهم من يقول أن تناوله للقشطة بالعسل يفيده جنسيا, وهناك من يعتمد على الأكلات البحرية مثل الأسماك وغيرها للحصول على انتصاب قوي, فكل شخص يحدد الطعام المناسب له, أما من لا يستطيع ذلك فنصف له الأصناف الشائعة من الأعشاب المقوية جنسيا والتي جاء ذكرها في كتب الأولين, وثبت فعاليتها مع الحالات التي اعتمدت عليه للعلاج من الضعف الجنسي.
وحول بعض الوصفات التي يقدمها لزبائنه يقول: انصحهم بمزيج البصل وعسل النحل والحمص والذي يجهز بطريقة معينة, وأيضا عسل النحل مع غذاء ملكات النحل مع الجينسنغ مع حبة البركة, وكذلك أكل صفار البيض على الريق, أو تناوله مع البصل المدقوق, وأيضا عصير الجزر بالكرفس والعسل, وخليط مسحوق الكاكاو مع الماء المغلي والحليب, وتناول مسحوق القرنفل مخلوطا بالحليب ويشرب على الريق, ناصحا عدم تجربة تلك الوصفات إلا تحت إشراف عشاب متخصص, يحدد الكميات التي يجب تناولها, وبعد الاطلاع على حالته الصحية, وأن لا يعاني أمراضا مزمنة, ومراعاة السن عند تناول تلك الوصفات, وعدم الإكثار من تناول الأعشاب لأن كثرتها تؤدي إلى حالة عكسية وتزيد من الضعف الجنسي وقد تؤدي إلى العجز الجنسي الكامل.
أنواع الربط
أما الشيخ أسامة أحمد المعالج بالقرآن, فيرى أن الضعف الجنسي أمر شائك, وله أسباب عدة, منها ما يعرفه الطبيب, مثل التسريب الوريدي, أو أن يكون بسبب مرض مثل السكر, وهذا علاجه عند الطبيب, وليس له علاج عندي, أما ما يخصني في هذا الشأن فهو المريض الذي يعاني من تسلط الشياطين أو الجان, مصداقا لقوله تعالى: "وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ" صدق الله العظيم.
فالشاهد من الآية أن الشياطين أو الجان تعمل على التفريق بين الزوجين عن طريق إصابة الرجل بالعجز أو الضعف الجنسي, فكلما أراد الرجل أن يأتي زوجته يجد في نفسه فتورا, أو لا يجد عنده قدرة على الانتصاب, ليس هذا فحسب ولكن الرجل يصاب عادة بعدة أنواع من الضعف الجنسي, الذي يسببه الجان, منها ربط العجز فكلما أراد أن يأتي زوجته لا يستطع بينما يجد لديه القدرة على ذلك مع غيرها, أما النوع الثاني فهو ربط التغوير, فحينما يجامع الزوج زوجته يجدها كأنها ليست بكرا ولا يشعر بها ويصبح فرجها بلا قرار, وهناك ربط النزيف فكلما أراد الرجل أن يأتي زوجته أنزل عليها الشيطان دما, ويسمى ركضا, إذ أن الشيطان يضرب فرجها فتنزف دما, يتوقف بعد أن يبتعد الزوج عنها, والربط الآخر هو ربط المنع فكلما أراد الزوج أن يباشر زوجته يجد في فرجها سدا منيعا لا يستطيع اختراقه أو أن تضم الزوجة فخذيها ولا يستطيع الزوج بكل قوته أن يفتحهما, أما النوع الأخير فهو ربط عدم الإحساس أو التبلد فلا تشعر الزوجة أن زوجها يأتيها ولا تشعر بقضيبه, وهذا النوع منتشر بكثرة ويطلق العامة على المرأة التي تصاب به "باردة", مؤكدا أن من ينكر السحر والربط ينكر شيئا معلوما بالدين بالضرورة.
وحول كيفية تفريقه بين المصاب بالضعف مرضا أو روحيا, يقول أسامة: بطريقتين الأولى عن طريق سؤاله عن الأمراض التي يعاني منها, وحالته وتاريخها وفي تلك الحالة نطلب منه التحاليل الطبية وعرضها بعد ذلك على الطبيب, أما إذا كان سليما ولا يعاني من أمراض فيتم الكشف عليه روحيا لمعرفة نوع الإيذاء, ومن ثم يتم علاجه باستخراج السحر أو طرد المس أو فك الربط والسحر, مشيرا إلى أن بعض الأطباء لا يعترف بوجود السحر أو الربط الذي يؤثر على الانتصاب لدي المسحورين, ولكننا نرد عليهم بأن صحابياً يسمى لبيد بن الأعصم, قد سحر هكذا أراد الله تعالى من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا أن هناك سحرا, وأنه يجب أن نأخذ بالأسباب ونفزع إلى الله تعالى لفكه.وهناك حالات كثيرة جدا ربطت لمدة سنوات, ومنها رجل كان يريد الانتحار بعد فشله كثيرا في إتيان زوجته, وتناوله العديد من أنواع الأدوية, فرفعت من روحه المعنوية, وقرأت عليه آيات القرآن الكريم, وتم فك الربط وشفي وعاد إلى زوجته معافى, ومثل هذا الربط منتشر كثيرا في الريف والمناطق الشعبية بصفة خاصة, ناصحا كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج بتناول سبع رطبات صباح يوم زفافهما فلن يمسهما سحر في ذلك اليوم, وأن يصليا ركعتين لله تعالى ليلة الزفاف وقبل الجماع, فلن يقربهما شيطان في تلك الليلة. فالأخذ بالأسباب سنة وتركها معصية, والاعتماد على السبب كفر بالله, ناصحا بأن يأخذ الرجل - كما جاء في البخاري- ب¯ 7 ورقات سدر ودقهن ثم إذابتهن في ماء وقراءة سورة البقرة, وسورة الأعراف من الآية 116الى 122, وسورة يونس من الآية 79 إلى 82, وسورة طه من الآية 64 إلى 70, والمعوذتين والشرب منها والاغتسال بها فيبرأ المريض بإذن الله تعالى.
حول أسباب الضعف الجنسي وطرق علاجه كان ل¯ "السياسة" هذا التحقيق مع أربعة من المهتمين بهذا المرض, طبيب أمراض تناسلية, طبيب نفسي, عطار, ومعالج بالقرآن.
يقول الدكتور عبد الرؤوف محمد المحسن, أستاذ الأمراض التناسلية والذكورة والعقم بجامعة الأزهر: يجب أولا أن نفرق بين العجز الجنسي "العنة", ويعني عدم القدرة على الانتصاب, والضعف الجنسي الذي يعني قلة عدد المرات التي يستطيع فيها الشخص أداء جماع كامل, أو يمارس الجماع كل فترة تتراوح بين أيام وأشهر, وقد انتشر الضعف الجنسي في الفترة الأخيرة بشكل كبير بين الشباب, لأسباب كثيرة ومتنوعة.ومن أهمها تلف أو ضعف الأوعية الدموية, وإصابة الأعصاب في القضيب بالتلف, والعلاج ببعض الأدوية وخاصة المهدئات والمسكنات, كأدوية الضغط, وقرحة المعدة, والهرمونات الأنثوية, والاكتئاب, والاضطرابات النفسية, ما يسبب خللا في وظائف الأعصاب وبالتالي تسبب ضعفا, وعدم قدرة على الانتصاب, كما يؤدي الهزال والتغذية السيئة والاعياء والفشل الكلوي والكبدي إلى الضعف الجنسي.
إصابة الشرايين
ومن الأسباب أيضا عدم قدرة الشرايين المغذية للقضيب على التمدد, أو ما يسمى بالخلل الشرياني, أو إصابتها بالانسداد, فتسبب تصلبا وتليفا لشرايين القضيب نفسه وقد تتلفه, وهذا التليف تساعد عليه الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكر, وضغط الدم, وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم, والتدخين, مشيرا إلى أن الإصابة بالخلل أو التسريب الوريدي, من بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالضعف الجنسي, فإذا لم تغلق تلك الأوردة جيداً, فسوف يتسرب الدم خارج القضيب فتقل صلابته ويفشل الانتصاب.
وحول باقي الأسباب يشير إلى وجود أوردة كبيرة بالقضيب كعيب خلقي, تحمل الدم من الجسم الكهفي مباشرة إلى خارج القضيب فتمنع الانتصاب, أو ترهل الغشاء المحيط بالجسم الكهفي, فلا تغلق الأوردة فيحدث التسرب, أو ضعف عضلات التجاويف الدموية وعدم قدرتها على التمدد الكافي لغلق الأوردة ومنع التسرب, أو وجود خلل في الرسالة العصبية التي تأمر الأوردة بالتمدد والغلق, أو وجود ناسور داخل القضيب, يساعد على تسرب الدم من داخل التجاويف الدموية. كذلك للغدد الصماء دورها في الإصابة , وخاصة الاضطرابات في هذه الغدد خاصة الدرقية, والغدة النخامية التي تعد مايسترو جسم الإنسان , فزيادة إفراز هرمون تلك الغدة والمسمى الهرمون اللبني يؤدي إلى فقدان الرغبة الجنسية, وبالتالي إلى الضعف الجنسي, ويمكن أن يحدث هذا المرض نتيجة التعرض لإصابات العمود الفقري, أو إصابة القضيب نفسه, و التعرض للملوثات البيئية والتدخين وعدم ممارسة الرياضة, والطعام غير الصحي, وارتفاع الضغط وتعاطي المخدرات, مثل الهيرويين والامفيتامين والترامادول, فكل ذلك يؤدي إلى عدم القدرة على الانتصاب.
طرق العلاج
وعن طرق العلاج يقول: تتحدد طرق العلاج حسب كل حالة, من حيث الأسباب والسن, فإذا كان السبب عضويا مثل نقص هرمون التستروستيرون, يكون العلاج ببدائل الهرمون والمنشطات والفيتامينات, أما إذا كان بسبب مرض السكر والضغط وغيره, فلابد من علاجه أولا بالأدوية, وتغيير عادات الغذاء, والإقلاع عن التدخين, وممارسة الرياضة, واستخدام حمية غذائية مناسبة.والأفضل تقسيم العلاج إلى مراحل: الأولى تخص علاج الحالات المتوسطة وتعالج بالأدوية والمنشطات والهرمونات والفيتامينات, أما الحالات المتقدمة فتعالج بحقن القضيب, واستخدام أجهزة السحب التي تعطى المريض قوة انتصاب لمدة نصف ساعة من دون علاج أو جراحة, ويأتي بعد ذلك العلاج الجراحي كمرحلة أخيرة للحالات الأكثر تقدما التي لا تستجيب لأي من النوعين السابقين, أو في حالة التسريب الكبير في الأوردة أو بعض الحالات النفسية المزمنة, عن طريق زرع مادة داخل النسيج الأسفنجي للقضيب, تضمن الحفاظ عليه وعدم تدميره, وبهذه العملية يشعر المريض بالإحساس الطبيعي, ويحصل على انتصاب كامل كأي شخص طبيعي, أو زرع جهاز تعويضي لبعض الحالات, مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الفحص الدوري لدى الطبيب قبل الإقدام على أي علاج أو جراحة.
الاضطراب النفسي
يقول الدكتور أحمد موسى علي, أخصائي الطب النفسي, الاضطراب النفسي والعاطفي في قضية الضعف الجنسي يمثل ما يقرب من 85 في المئة من الأسباب التي تؤدي إليه, فالعواطف تلعب دورا مهما في هذه القضية خاصة أن انخفاض نسبة التستوستيرون في الدم عند الرجال يؤدي إلى شعورهم بالإعياء والكآبة والتوتر وقلة النوم, والتوتر النفسي يؤدي إلى زيادة نسبة البرولاكتين في الدم, وبالتالي يؤدي إلى الضعف الجنسي. وتعود الأسباب النفسية للضعف الجنسي لدى الرجال إلى عوامل عدة منها التوتر النفسي, وعدم تقبل الطرف الآخر, أو الخوف من الفشل في ليلة الدخلة, أو لاعتقاده أنه مربوط, أو عدم الرغبة في الممارسة الجنسية, أو أداء العملية الجنسية بصورة آلية, كأداء واجب, أو بغرض الإنجاب فقط, وكذلك بسبب القلق العام مثل ما يحدث حاليا من عدم استقرار في البلاد, وعدم الاطمئنان على مستقبل البلد وبالتالي على مستقبل أولاده, ما يؤثر بدوره على الحالة العامة للإنسان بسبب قلقه على عمله أو بيته أو أولاده, فينعكس سلبا على الأداء الجنسي له, ويصاب بحالة ضعف جنسي موقت, كذلك يمكن أن يصاب الرجل بالضعف الجنسي إذا عانى من الهموم مثل عدم قدرته على سداد ديونه, أو زواج ابنته, أو عدم قدرته على علاج أحد أفراد أسرته, أو وجود مشاكل مع رئيسه أو زملائه في العمل.
وحول تفضيل بعض الرجال استخدام الأعشاب بدلا من اللجوء إلى الأطباء, يقول: قد يكون ذلك التصرف بسبب الخوف أو الخجل, أو بسبب الحالة المادية, ولكن في كل الحالات فإن الأعشاب لا تكفي للعلاج, ما لم يتم بأساليب علاجية أخرى, مثل الأدوية أو الجراحات, أو العلاج النفسي, والاسترخاء, أو العلاج بالوخز بالإبر الصينية, أو الطرق العلاجية المستحدثة, مشيرا إلى أهمية أن يبدأ العلاج من داخل البيت عن طريق الزوجة التي يجب أن تتفهم حالة زوجها وتساعده على تجاوزها من خلال بثها العاطفة والتشجيع والهدوء والطمأنينة في نفسه, والتدليك بالأعشاب أو المراهم, وعدم الضغط عليه ماديا ونفسيا وعصبيا.
العلاج بالأعشاب
ويقول أبو خالد صاحب أحد محلات العطارة: الضعف الجنسي لدى الرجال لا يرتبط بسن معينة, فكثير من الشباب المتزوج حديثا يأتي للحصول على أعشاب تقويه جنسيا رغم أنه حديث العهد بالزواج, واعتقد أن هؤلاء ينقسمون إلى قسمين: الأول هو من أسرف قبل الزواج في العادة السرية, وبالتالي فهو لابد من أن يعانى من الضعف, أما الصنف الثاني فاعتقد أنه يعاني من الضعف بسبب تلوث وضغوط الحياة, بخلاف الطعام غير الصحي, وتلوثه بالمبيدات. وهناك صنف آخرر قليل العدد يطلب أعشابا تزيد فترة الانتصاب لديه, وهؤلاء اطلب منهم عدم الإفراط في هذه الأعشاب, وعدم تعاطي أدوية تزيد من فترة الانتصاب, أو ليكون قادرا على أداء العلاقة الجنسية أكثر من مرة, ما يسبب له إجهادا شديدا يؤثر عليه في المستقبل.
أما كبار السن الذين يأتون للحصول على وصفات أو أعشاب تعيد إليهم حيويتهم, فإنني أنصحهم بعدم الإفراط, لأنها قد تضر بصحتهم, خاصة إذا كانوا من أصحاب الأمراض المزمنة, مثل السكر والضغط والقلب وغيرها, ويجب أن يصف لهم الطبيب أدوية أو أعشابا تناسب صحتهم وأعمارهم.
وعن الأعشاب المفيدة في علاج الضعف الجنسي والقدرة على الانتصاب, يقول: كثير من الأعشاب والخضروات والفاكهة لها القدرة على علاج تلك الحالات مثل: المسك, الجينسنغ, غذاء ملكات النحل, الثوم, البصل, القمح, الموز, الزنجبيل, حبة البركة, التمر, الحلبة, الحمص, التوت, الصنوبر, البقدونس, الشبت, البصل, الجزر, الكرفس, لبن لناقة, اليقطين, آذريون الحدائق, الجوز, جوز الطيب, زيت الزعفران, عرق الحلاوة, التفاح, الكاكاو. ونظرا لتعدد هذه الأعشاب والأغذية المفيدة في هذا المجال , ننصح دائما بأن يتابع كل شخص حالته الجنسية عند تناول الأطعمة, فهناك من يأكل نوعا معينا من الطعام مثل الفول بالبيض والبصل, ويجد في نفسه رغبة جنسية, وهناك من يتناول العدس بشوربة الدجاج, أو الكوارع, ومنهم من يقول أن تناوله للقشطة بالعسل يفيده جنسيا, وهناك من يعتمد على الأكلات البحرية مثل الأسماك وغيرها للحصول على انتصاب قوي, فكل شخص يحدد الطعام المناسب له, أما من لا يستطيع ذلك فنصف له الأصناف الشائعة من الأعشاب المقوية جنسيا والتي جاء ذكرها في كتب الأولين, وثبت فعاليتها مع الحالات التي اعتمدت عليه للعلاج من الضعف الجنسي.
وحول بعض الوصفات التي يقدمها لزبائنه يقول: انصحهم بمزيج البصل وعسل النحل والحمص والذي يجهز بطريقة معينة, وأيضا عسل النحل مع غذاء ملكات النحل مع الجينسنغ مع حبة البركة, وكذلك أكل صفار البيض على الريق, أو تناوله مع البصل المدقوق, وأيضا عصير الجزر بالكرفس والعسل, وخليط مسحوق الكاكاو مع الماء المغلي والحليب, وتناول مسحوق القرنفل مخلوطا بالحليب ويشرب على الريق, ناصحا عدم تجربة تلك الوصفات إلا تحت إشراف عشاب متخصص, يحدد الكميات التي يجب تناولها, وبعد الاطلاع على حالته الصحية, وأن لا يعاني أمراضا مزمنة, ومراعاة السن عند تناول تلك الوصفات, وعدم الإكثار من تناول الأعشاب لأن كثرتها تؤدي إلى حالة عكسية وتزيد من الضعف الجنسي وقد تؤدي إلى العجز الجنسي الكامل.
أنواع الربط
أما الشيخ أسامة أحمد المعالج بالقرآن, فيرى أن الضعف الجنسي أمر شائك, وله أسباب عدة, منها ما يعرفه الطبيب, مثل التسريب الوريدي, أو أن يكون بسبب مرض مثل السكر, وهذا علاجه عند الطبيب, وليس له علاج عندي, أما ما يخصني في هذا الشأن فهو المريض الذي يعاني من تسلط الشياطين أو الجان, مصداقا لقوله تعالى: "وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ" صدق الله العظيم.
فالشاهد من الآية أن الشياطين أو الجان تعمل على التفريق بين الزوجين عن طريق إصابة الرجل بالعجز أو الضعف الجنسي, فكلما أراد الرجل أن يأتي زوجته يجد في نفسه فتورا, أو لا يجد عنده قدرة على الانتصاب, ليس هذا فحسب ولكن الرجل يصاب عادة بعدة أنواع من الضعف الجنسي, الذي يسببه الجان, منها ربط العجز فكلما أراد أن يأتي زوجته لا يستطع بينما يجد لديه القدرة على ذلك مع غيرها, أما النوع الثاني فهو ربط التغوير, فحينما يجامع الزوج زوجته يجدها كأنها ليست بكرا ولا يشعر بها ويصبح فرجها بلا قرار, وهناك ربط النزيف فكلما أراد الرجل أن يأتي زوجته أنزل عليها الشيطان دما, ويسمى ركضا, إذ أن الشيطان يضرب فرجها فتنزف دما, يتوقف بعد أن يبتعد الزوج عنها, والربط الآخر هو ربط المنع فكلما أراد الزوج أن يباشر زوجته يجد في فرجها سدا منيعا لا يستطيع اختراقه أو أن تضم الزوجة فخذيها ولا يستطيع الزوج بكل قوته أن يفتحهما, أما النوع الأخير فهو ربط عدم الإحساس أو التبلد فلا تشعر الزوجة أن زوجها يأتيها ولا تشعر بقضيبه, وهذا النوع منتشر بكثرة ويطلق العامة على المرأة التي تصاب به "باردة", مؤكدا أن من ينكر السحر والربط ينكر شيئا معلوما بالدين بالضرورة.
وحول كيفية تفريقه بين المصاب بالضعف مرضا أو روحيا, يقول أسامة: بطريقتين الأولى عن طريق سؤاله عن الأمراض التي يعاني منها, وحالته وتاريخها وفي تلك الحالة نطلب منه التحاليل الطبية وعرضها بعد ذلك على الطبيب, أما إذا كان سليما ولا يعاني من أمراض فيتم الكشف عليه روحيا لمعرفة نوع الإيذاء, ومن ثم يتم علاجه باستخراج السحر أو طرد المس أو فك الربط والسحر, مشيرا إلى أن بعض الأطباء لا يعترف بوجود السحر أو الربط الذي يؤثر على الانتصاب لدي المسحورين, ولكننا نرد عليهم بأن صحابياً يسمى لبيد بن الأعصم, قد سحر هكذا أراد الله تعالى من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا أن هناك سحرا, وأنه يجب أن نأخذ بالأسباب ونفزع إلى الله تعالى لفكه.وهناك حالات كثيرة جدا ربطت لمدة سنوات, ومنها رجل كان يريد الانتحار بعد فشله كثيرا في إتيان زوجته, وتناوله العديد من أنواع الأدوية, فرفعت من روحه المعنوية, وقرأت عليه آيات القرآن الكريم, وتم فك الربط وشفي وعاد إلى زوجته معافى, ومثل هذا الربط منتشر كثيرا في الريف والمناطق الشعبية بصفة خاصة, ناصحا كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج بتناول سبع رطبات صباح يوم زفافهما فلن يمسهما سحر في ذلك اليوم, وأن يصليا ركعتين لله تعالى ليلة الزفاف وقبل الجماع, فلن يقربهما شيطان في تلك الليلة. فالأخذ بالأسباب سنة وتركها معصية, والاعتماد على السبب كفر بالله, ناصحا بأن يأخذ الرجل - كما جاء في البخاري- ب¯ 7 ورقات سدر ودقهن ثم إذابتهن في ماء وقراءة سورة البقرة, وسورة الأعراف من الآية 116الى 122, وسورة يونس من الآية 79 إلى 82, وسورة طه من الآية 64 إلى 70, والمعوذتين والشرب منها والاغتسال بها فيبرأ المريض بإذن الله تعالى.
