العالم والشيخ الروحاني أبو أحمد للروحانيات جلب الحبيب 00212637373464

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العالم والشيخ الروحاني أبو أحمد للروحانيات جلب الحبيب 00212637373464

العالم وشيخ الشيوخ الروحانيين أفضل شيخ في الوطن العربي أبو أحمد يمكنكم حل جميع مشاكلكم في الحب والصحة والمال وجلب الحبيب 00212637373464


    مولانا الإمام الشيخ عبد القادر الجيلاني

    شيخ أبو أحمد
    شيخ أبو أحمد
    Admin


    المساهمات : 21651
    تاريخ التسجيل : 17/02/2010

     مولانا الإمام الشيخ عبد القادر الجيلاني  Empty مولانا الإمام الشيخ عبد القادر الجيلاني

    مُساهمة  شيخ أبو أحمد السبت سبتمبر 04, 2010 11:44 am

    --------------------------------------------------------------------------------

    مولده الشريف

    سئل الشيخ عبد القادر الجيلاني عن مولده فقال: لا أعلمه حقيقة، ولكن قدمت بغداد في السنة التي مات فيها التميمي، وعمري إذ ذاك ثمانية عشر سنة، والتميمي هذا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحرف بن أسد، توفي سنة ثمانية وثمانين وأربعمائة هجرية، فيكون مولده رضي الله عنه، على هذا البيان، سنة سبعين وأربعمائة، وذكر الشيخ نور الدين أبي الحسن علي بن يوسف بن جرير اللخمي في كتابه بهجة الأسرار، قال أخبرنا الفقيه أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الواسع بن أمير كاه بن شافع الجيلي الحنبلي قال أخبرنا جدي عبد الواسع قال ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي الحنبلي رحمه الله تعالى: أن مولد الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلي (رضي الله عنه) سنة إحدى وسبعين وأربعمائة بجيلان وأنه دخل بغداد سنة ثمانية وثمانين وأربعمائة، وعمره ثمانية عشر سنة، وهو رضي الله عنه منسوب إلى جِيل بكسر الجيم وسكون الباء وهي بلاد متفرقة وراء قبرستان، وبها وُلـِد في نيف قصبة منها، ويقال فيها أيضاً جيلان وكيلان وكيل أيضاً قرية بشاطئ دجلة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي طريق واسط، ويقال أيضاً جيل بالجيم ومن ثـَمَّ يقال كيل العجم وكيل العراق وجيل العجم وجيل العراق. وفي رواية أيضاً جيلاني، منسوب إلى جده جيلان وأبو عبد الله الصومعي من جملة مشايخ جيلان ورؤساء زهاده، له الأحوال السنية والكرامات الجلية.

    وروى صاحب بهجة الأسرار: قال أخبرنا عنه الفقيه أبو سعد عبد الله بن علي بن أحمد بن إبراهيم القرشي قال: أخبرنا الشيخ الجليل أحمد بن إسحاق بن عبد الرحمن الهاشمي القزويني قال: أخبرنا الشيخ القدوة نور الدين أبو عبد الله محمد الجيلي قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو محمد الدار باني القزويني قال: الشيخ أبو عبد الله الصومعي هو أحد ما أدركت بالعجم من المشايخ، وكان مجاب الدعـوة، وإذا غضب انتقم الله عز وجل له سريعاً، وإذا حبَّ أمراً فعله الله له كما يختاره، وكان مع ضعف قوته وكبر سنه كثير النوافل دائم الذكر ظاهر الخشوع صابراً على حفظ حاله ومراعاة أوقاته. وحكى لنا بعض أصحابنا أنهم خرجوا تجاراً فخرجت عليهم خيل في صحراء سمرقند، قال فصحنا بالشيخ أبي عبد الله الصومعي فإذا هو قائم بيننا ونادى سبوح قدوس ربنا الله تفرقي يا خيل الله قال فوالله ما كان الراكب يقدر على رد فرسه وفرَّت بهم في رؤوس الجبال وبطون الأودية ولم يجتمع منهم اثنان وسلمنا الله منهم، وطلبنا الشيخ بيننا فلم نره ولم ندري أين ذهب. ولما رجعنا إلى جيلان وأخبرنا الناس بذلك، قالوا والله ما غاب الشيخ عنا.

    وأمه أم الخير أمة الجبار فاطمة بنت أبي عبد الله الصومعي المذكور آنفا. وكان لها حظ وافر في الخير والصلاح.

    قال صاحب بهجة الأسرار: أخبرنا عنها الفقيه أبو علي إسحاق بن علي بن عبد الله الهمداني الصوفي، قال: أخبرنا الشيخ الأصيل أبو عبد الله محمد بن عبد اللطيف بن الشيخ القدوة أبي النجيب عبد القادر السهروردي قال: أخبرنا الشيخ أبو خليل أحمد بن أسعد بن وهب بن علي المقري البغدادي ثم الهروي قال: أخبرنا الزوجان الصالحان الإمام الورع أبو سعد عبد الله بن سليمان بن جعران الهاشمي الجيلي وأم أحمد الجيلية بها قالا: كان لأم الخير أمة الجبار فاطمة بنت عبد الله الصومعي أم الشيخ عبد القادر (رضي الله عنه)، قدم في هذا الأمر وسمعنا تقول غير مرة: لما وضعت إبني عبد القادر كان لا يرضع ثديي في نهار رمضان، وغمَّ على الناس هلال رمضان، فأتوني وسألوني عنه فقلت لم يلتقم اليوم ثديا، ثم اتضح أن ذلك اليوم كان من رمضان. واشتهر ببلادنا في ذلك الوقت أنه وُلِـد للأشراف ولد لا يرضع في نهار رمضان.

    وكان له أخاً اسمه عبد الله، سنه دون سن الشيخ ونشأ نشأة صالحة في العلم والخير ومات بجيلان شاباً.

    أما وصفه كما أخبر به قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الإمام عماد الدين أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي قال : أخبرنا شيخنا الإمام العادل الرباني موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي قال : كان شيخنا شيخ الإسلام محي الدين أبو محمد عبد القادر الجيلي نحيف البدن ربع القامة عريض الصدر عريض اللحية طويلها أسمر اللون مقرون الحواجب أدعج العينين ذا صوت جهوري وسمت بهي وقدر علي وعلم وفي رضي الله عنه وأرضاه.


    نسبه الشريف

    هو شيخ الإسلام تاج العرفين محي الدين أبو محمد السيد الشيخ عبد القادر الكيلاني ابن ابي صالح موسى بن عبد الله الجيلي بن يحى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الهاشمي القريشي.


    نشأته

    ولد الشيخ عبد القادر الجيلاني في مدينة صغيرة اسمها نيف، وقيل بشتير، في إقليم جيلان الذي يقع في القسم الشمالي من إيران جنوبي بحر قزوين، وهو إقليم خصب التربة كثير الأنهار غزير الأمطار، وعاش في كنف جده لأمه السيد عبد الله الصومعي، فكان ينسب إليه عندما كان في جيلان، فيقال ابن الصومعي، وكان له أخاً واحداً، كذا ذكره ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب). إن أخاه كان اسمه عبد الله وكان أصغر منه وكان رجلاً صالحاً، عاش في جيلان وتوفي فيها وهو شاب، فنشأ عابداً صالحاً تقياً زاهداً في الدنيا مقبلا على الآخرة طموحاً إلى معرفة أصول الشريعة وفروعها ومداخلها ومخارجها، ولم يكن في بلاد جيلان ما يرضي طوحه ويروي ظمأه من علوم الشريعة، لذلك أخذت تحدثه نفسه بالسفر إلى بغداد حاضرة الدنيا في ذلك الزمان وكان أهل جيلان يدينون بالمذهب الحنبلي في ذلك العهد بعد النصر العظيم الذي نالته السنة المطهرة على يد حاميها ورافع لوائها الإمام أحمد بن حنبل مما جعل ذكره يسير في البلاد ويتغلغل في قلوب العباد.
    وكانت بغداد مثوى الإمام أحمد بن حنبل أيضاً حبيب أهل جيلان وهذا مما زاد.


    شيوخه وأساتذته

    سمع الحديث من أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني وابي بكر أحمد بن المظفر، وأبي القاسم علي بن بيان الرذاذ، وأبي محمـد جعفر بن أحمد السراج مؤلف كتاب مصارع العشاق توفي سنة خمسمائة وتسعة، وأبي سعيد محمد بن خشيش، وأبي طالب بن يوسف، وتفقه على أبي الوفا بن عقيل، وكان شيخ الحنابلة في بغداد، وأبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني الحنبلي، والقاشي أبي سعيد المبارك بن علي المخرمي المتوفي سنة خمسمائة وثمانية وعشرون، وأبي الحسن بن القاضي أبي يعلى الفرَّا الحنبلي، وقرأ الأدب وعلم البيان والبلاغة على أبي زكريا يحيى التبريزي المتوفي سنة خمسمائة واثنان هجرية، وأخذ علم التصوف عن أبي محمد جعفر بن أحمد السراج المتوفي سنة خمسمائة وتسعة، وعن الشيخ حماد بن مسلم الدباس المتوفي سنة خمسمائة وخمسة وعشرون من الهجرة، وعن القاضي أبي سعيد المخرمي المخزومي الذي أخذ الطريق عنه وتفقه على يديه وخلفه على مدرسته، كذا في المنتظم لابن الجوزي، والعبر في خبر من عبر وسير أعلام النبلاء للذهبي، والذيل على طبقات الحنابلة لإبن رجب. وقرأ القرآن وعلومه وقراءته وتفسيره على أبي الوفا علي بن عقيل الحنبلي الخطاب محفوظ الكولذاني. ومن شيوخه أيضاً أبو الغنائم محمد بن محمد بن علي الفرسي وعبد الرحمن بن أحمد بن يوسف وأبو البركات هبة الله المبارك وغيرهم. واستمر هذا الدرس والتحصيل هذا برع في الأصول والفروع وأنواع الخلاف وعلوم القرآن والبلاغة والأدب، وأنصب أكثر اهتمامه على دراسة المذهب الحنبلي ثم درس معه المذهب الشافعي ودام هذا الدرس والتحصيل ثلاثاً وثلاثين سنة، ولكنه لم يكن متصلاً بل متقطعاً على حسب الظروف والأحوال رضي الله عنه وأرضاه


    سنده في الطريقة

    سند مولانا الشيخ عبد القادر الجيلاني كما ذكره والدنا الشيخ محمد أحمد الماحي (رضي الله عنه):
    أخذ السند، عن الشيخ المبارك المخزومي ، عن الشيخ أبي الحسن القرشي ، عن الشيخ طرطوس المكي ، عن الشيخ عبد الواحد التميـمي ، عن الشيخ أبو بكر الشبلي ، عن الشيخ حبيب الله العجمي ، عن الإمام الجنيد ::قدس، عن الشيخ سري السقط ، عن الشيخ معروف الكرخي ، عن الشيخ حسن البصري ، عن السيد علي الرضا ، عن السيد موسى الكاظم ، عن السيد جعفر الصادق ، عن السيد محمد الباقر ، عن السيد زين العابدين ، عن الإمام الحسين ، عن الإمام علي ، عن سيد الأنام خاتم الأنبياء الكرام .

    وذكر صاحب كتاب بهجة الأسرار سنداً عن وجه آخر:

    أخذ السند، عن أبي سعيد المبارك المخزومي وهو أخذها عن سيدي أبي الحسن على بن يوسف القرشي الهكاري وهو أخذها عن سيدي أبي الفرج الطرطوسي وهو أخذها عن سيدي أبو بكر الشبلي وهو أخذها عن سيدي أبي القاسم الجنيد البغدادي وهو أخذها عن سيدي السر السقطي وهو أخذها عن سيدي أبي محفوظ معروف الكرخي وهو أخذها عن سيدي داود الطائي وهو أخذها عن سيدي حبيب العجمي وهو أخذها عن سيدي حسن البصري وهو أخذها من سيدي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب .


    جلوسه للإرشاد والتدريس

    اعلم رحمني الله وإياك أن شيخ الإسلام محي الدين عبد القادر الجيلاني لما تحلى بحلل العلوم الشرعية ونال لطائفها وتجمَّـل بتيجان الفنون الدينـية وحاز شرائفها وهجر في مهاجرته إلى الحق كل الخلائق، وتزود في سفره إلى ربه أحسن الآداب وأشرف الحقائق، وعقدت له ألوية الولاية فوق العلا ذوائبها ورفعت له منازل جلي له في سماء القرب كواكبها ونظر إلى رقوم الفتح في زيول الكشف عن الأسرار، وشخص سره إلى شموس المعارف من مطالع الأنوار، ورفعت أسراره إلى مشاهد المجد والكمال ودوام إحضاره في معالم العز والجلال، وشاهد مجاري القدر في تصاريف المشيئات، وأتاه الأمر النقي من تدنيس التلبيس بالجلوس للوعظ، والتصدر للتدريس، وكان أول جلوسه في شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، لله در مجلس تجلله الهيبة والبهاء وتحف به الملائكة والأولياء فقام بنص الكتاب والسنة، خطيباً على الأشهاد، ودعا الخلق إلى الله ، فأسرعوا إلى الإنقياد، يا من داع أجابته أرواح المشتاقين، ومن مناد لبته قلوب العارفين.

    وكانت خطبته في مجالس وعظه (الحمد لله رب العالمين .. ويسكت، ثم يقول الحمد لله رب العالمين .. ويسكت، ثم يقول الحمد لله رب العالمين .. ويسكت، ثم يقول عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته ومنتهى علمه وجميع ما شاء وخلق وذرأ وبرأ عالم الغيب والشهادة، الرحمان الرحيم، الملك القدوس، العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، واشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين ليظهره على الدين كله ولو كره المشركين، اللهم أصلح الإمام والأمة، والراعي والرعية، وألِّف بين قلوبهم في الخيرات، وأدفع شر بعضهم عن بعض، اللهم أنت العالم بسرائرنا فأصلحها، وأنت العالم بذنوبنا فاغفرها، وأنت العالم بعيوبنا فاسترها، وأنت العالم بحواجنا فاقضها، لا ترانا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا حيث أمرتنا، ولا تنسنا ذكرك ولا تؤمنا مكرك ولا تحوجنا إلى غيرك ولا تجعلنا من الغافلين، اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا، أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصية، وأشغلنا بك عمن سواك، أقطع عنا كل قاطع يقطعنا عنك، ألهمنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ثم يلتفت عن يمينه (رضي الله عنه) ويقول: لا إله إلا الله، ما شاء الله كان، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم يشير تلقاء وجهه بإصبعه ويقول: لا إله إلا الله، ما شاء الله كان، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم يلتفت عن يساره ويقول هكذا. ثم يقول: لا تبد أخبارنا، لا تهتك أستارنا، لا تؤاخذنا بسوء أعمالنا، لا تحينا في غفلة ولا تأخذنا على غرة، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، ثم يتكلم .

    وكان يتكلم في أول مجلسه بأنواع العلوم وكان إذا صعد الكرسي لا يبسط أحداً ولا يتمخط ولا يتنحنح ولا يتكلم ولا يقوم هيبة له، وكان أقصى الناس في مجلسه يسمع صوته كما يسمعه أدناهم على كثرتهم، وكان يتكلم على خواطر أهل المجلس ويوجههم بالكشف.

    وكان يتكلم في الأسبوع ثلاث مرات بالمدرسة، بكرة الجمعة وعشية الثلاثاء وبكرة الأحد، وكان يحضر مجلسه العلماء والفقها والمشايخ وغيرهم، ومدة كلامه على الناس أربعون سنة، أولها سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وأخرها سنة إحدى وستين وخمسمائة. ومدة تصدره للتدريس والفتوى بمدرسته ثلاثة وثلاثون سنة أولها سنة ثمانية وعشرون وخمسمائة وأخرها سنة إحدى وستين وخمسمائة، وكان يقرأ في مجلسه مقريان بغير ألحان ولكن قراءة مجوَّدة مرتلة، وكان يقرأ في مجلسه أيضاً الشريف أبو الفتح مسعود بن عمر الهاشمي، وكان يموت في مجلسه الرجلان والثلاثة، وكان يكتب ما يقول في مجلسه أربعمائة محبرة عالم وغيره.

    قال الشريف أبو الفتح الهاشمي المقرئ: استدعاني الشيخ للقراءة، فلما قرأت بكى.
    قال عبد الله الجاني: قال لي الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلي : أتمنى أن أكون في الصحاري والبراري كما كنت في الأول، ولا أرى الخلق ولا يروني، ثم قال: أراد الله مني منفعة الخلق، فإنه قد أسلم على يدي أكثر من خمسمائة من اليهود والنصارى، وتاب على يدي أكثر من مائة ألف وهذا خير كثير.

    وكان يلبس لباس العلماء، ويركب البغل، وترفع بين يديه الغاشية، ويتكلم على كرسي عالي، وكان في كلامه سرعة وجهر، وله كلمة مسموعة، إذا قال أنصت له، وإذا أمر ابتدر لأمره، وإذا رآه ذو القلب القاسي خشع، وإذا مرَّ إلى الجامع يوم الجمعة وقف الناس في الأسواق يسألون الله تعالى به حوائجهم، وكان ذو هيبة عظيمة إذا نظر إلى أحد يكاد يرعد من هيبته . نفعنا الله تعالى ببركته.


    مؤلفاته
    الغنية لطالبي طريق الحق
    الفتح الرباني
    فتـــوح الغيب
    حزب بشائر الخيرات
    المواهب الرحمانية والفتوحات الربانية
    يواقيت الحكم
    سر الأسرار في التصوف
    مسك الختام في تفسير القرآن الكريم
    الرسالة الغوثية
    معراج لطيف المعاني
    بهجة الأسرار (مجموعة مواعظ للشيخ عبد القادر)
    ورد الجلالة للجيلاني
    وصايا للشيخ
    رسائل الشيخ عبد القادر
    ديوان الشيخ عبد القادر
    الفيوضات الربانية


    وفاته

    توفي السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني ببغداد، ليلة السبت الثامن من شهر ربيع الآخر سنة خمسامئة وإحدى وستون من الهجرة النبوية، ودفن ليلاً بمدرسته بباب الأزج، وقد كثر الزحام فإنه لم يبقى ببغداد أحداً إلا وجاء وامتلأت الحلبة والشوارع والأسواق والدور فلم يتمكن من دفنه نهاراً وفرغ من تجهـيزه ليلاً وصلى عليه إبنه الشيخ عبد الوهاب، وكان يوماً مشهودا، وقيل أنه لم يمرض في حياته مرضاً شديدا سوى مرض موته الذي دام يوماً وليلة فقط. وقد سأله ابنه الشيخ عبد العزيز عن مرضه فقال له: لا يسألني أحد عن شيء، أنا أتقلب في علم الله ، إن مرضي لا يعلمه أحد، ولا يعقله أحد، وسأله إبنه الشيخ عبد الجبار، ماذا يؤلمك من جسمك؟ فقال : جميع أعضائي تؤلمني إلا قلبي فما به ألم، وهو مع الله ، وكان يقول رحمه الله تعالى: أنا لا أخاف من إي إنسان، أنا لا أخاف من الموت ولا من ملك الموت، وكان يرفع يديه ويردهما وهو يقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ثم أتاه الحق وسكرة الموت وجعل يردد: أستعنت بلا إله إلا الله سبحانه وتعالى هو الحي الذي لا يموت، ولا يخشى الموت، سبحان من تعزز بالقدرة وقهر عباده بالموت، لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد تعذر عليه التلفظ بكلمة: تعزز، فظل يرددها حتى تلفظ بها، ثم أخذ يردد: الله، الله، الله حتى خفي صوته ولسانه ملتصق بسقف حلقه ثم خرجت روحه الكريمة، .


    وترك وصية وصى بها أولاده هذا نصُّـها:

    عليك بتقوى الله وطاعته، ولا تخف أحداً سوى الله، ولا ترجوا أحداً سوى الله، وكل الحوائج كلها إلى الله ، واطلبها جميعها منه، ولا تثـق بأحدٍ سوى الله ، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه، وعليك بالتوحيد، التوحيد، التوحيد، فإن جماع الكل التوحيد، ثم قال : مُروا بأخبار الصفات على ما جاءت، الحكم يتغير والعلم لا يتغير، الحكم يُنسخ والعلم لا يُنسخ.

    أوصيك يا ولدي بتقوى الله وطاعته، ولزوم الشرع وحفظ حدوده، واعلم يا ولدي أن طريقتنا هذه مبنيـة على الكتاب والسنة وسهل الصدور وسخاء اليد وبذل الندى وكف الجفا وحمل الأذى والصفح عن عثرات الأخوان.


    إنتشار الطريقة القادرية

    إن الطريقة التي أسسها السيد الشيخ عبد القادر الجيلي تستند على الكتاب والسنة وعلى هذا الأساس اكتسبت ثوباً قوياً جعلت الناس أن يوصفوها بأنها زبدة الدين الإسلامي الحنيف وخلاصته وقد نالت هذه الطريقة رغبة لما عُرفت بالصلاح والزهد ولم يدخلها الغلو. وقد انتشرت في جميـع البلدان الإسلامية وغير الإسلامية.

    وانتقلت هذه الطريقة إلى إسبانيا وإلى غرناطة، وانتقل مركز الطريقة القادرية إلى المغرب إلى فاس، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع من البربر وتمسـكوا بالسنة والجماعة، واهتدى زنوج إفريقيا على يد مشايخ هذه الطريقة العلية.

    إن شيوخ السجادة القادرية يعطوا لكل مريد ينتسب إلى الطريقة شجرة النسب، والإجازة بالأوراد، ليكون السند متصلاً.

    وتأسست أول زاوية قادرية خاج العراق في فاس المغرب وأسسها السيد إبراهيم بن السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني .

    وانتشرت في آسيا الزوايا القادرية وكانت تسمى ( قادري خانة ).

    وانتشرت في الحجاز الزوايا القادرية بفضل الله تبارك وتعالى حتى وصلت إلى ثلاثمائة وواحد وثمانون زاوية في مكة المكرمة، سنة ستمائة وواحد وستون للهجرة.

    أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد الخزاز القواريري الزاهد المشهور أصله من نهاوند ومولده ومنشؤه العراق وكان شيخ وقته وفريد عصره وكلامه في الحقيقة مشهور مدون وتفقه على أبي ثور صاحب الإمام الشافعي وقيل بل كان فقيها علي مذهب سفيان الثوري وصحب خاله السري السقطي والحارث المحاسبي وغيرهما من جلة المشايخ رضي الله عنهم وصحبه أبو العباس ابن سريج الفقيه الشافعي وكان إذا تكلم في الأصول والفروع بكلام أعجب الحاضرين فيقول لهم أتدرون من أين لي هذا هذا من بركة مجالستي أبا القاسم الجنيد وسئل الجنيد عن العارف فقال من نطق عن سرك وأنت ساكت وكان يقول مذهبنا هذا مقيد بالأصول والكتاب والسنة وحضر الجنيد موضعا فيه قوم يتواجدون على سماع يسمعونه وهو مطرق فقيل له يا أبا القاسم مانراك تتحرك فقال : وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ ورئي يوما وفي يده سبحة فقيل له أنت مع شرفك تأخذ في يدك سبحة فقال طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه , وقال الجنيد: قال لي خالي سري السقطي تكلم على الناس وكان في قلبي حشمة من الكلام على الناس فإني كنت أتهم نفسي في استحقاقي ذلك فرأيت ليلة في المنام رسول الله وكانت ليلة جمعة فقال لي تكلم على الناس فانتبهت وأتيت باب السري قبل أن أصبح فدققت الباب فقال لي لم تصدقنا حتى قيل لك فقعدت في غد للناس بالجامع وانتشر في الناس أن الجنيد قعد يتكلم على الناس فوقف علي غلام نصراني متنكرا وقال أيها الشيخ ما معنى قول رسول الله اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللهفأطرقت ثم رفعت رأسي وقلت أسلم فقد حان وقت إسلامك فأسلم الغلام وآثاره كثيرة مشهورة .

    توفي يوم السبت وكان نيروز الخليفة سنة سبع وتسعين ومائتين وقيل سنة ثمان وتسعين آخر ساعة من نهار الجمعة ببغداد ودفن يوم السبت بالشونيزية عند خاله سري السقطي رضي الله عنهما وكان عند موته رحمه الله تعالى قد ختم القرآن الكريم ثم ابتدأ في البقرة فقرأ سبعين اية ثم مات وإنما قيل له الخزاز لأنه كان يعمل الخز وإنما قيل له القواريري لأن أباه كان قواريريا والخزاز بفتح الخاء المعجمة وتشديد الزاي وبعد الألف زاي ثانية والقواريري بفتح القاف والواو وبعد الألف راء مكسورة ثم ياء مثناة من تحتها ساكنة وبعدها راء ثانية ونهاوند بفتح النون وقال السمعاني بضم النون وفتح الهاء وبعد الألف واو مفتوحة ثم نون ساكنة وبعدها دال مهملة وهي مدينة من بلاد الجبل قيل إن نوحا عليه السلام بناها وكان اسمها نوح أوند ومعنى أوند بنى فعربوها فقالوا نهاوند والشوينزية بضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر النون وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها زاي وهي مقربة مشهورة ببغداد بها قبور جماعة من المشايخ رضي الله عنهم بالجانب الغربي.



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 11, 2024 7:29 am